هل شاهدت منشور يتحدث عن عدم وجود جلسات تعديل سلوك للسن الصغير
من المؤسف أن نرى منشورًا متداولًا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة من قبل بعض أخصائيي التخاطب الذين يملكون صفحات تحمل أعدادًا كبيرة من المتابعين، يحتوي على معلومات مغلوطة حول جلسات تعديل السلوك للأطفال.
هذا المنشور لا يقتصر فقط على نشر معلومات غير دقيقة، بل يتضمن أيضًا حلفًا بالله وتأكيدات قاطعة حول موضوع حساس، مثل تعديل السلوك للأطفال في سن مبكرة. للأسف، يتم تداول هذا المنشور كما هو دون أي محاولة لتصحيح الأخطاء أو تحديث المعلومات بناءً على الأبحاث والدراسات الحديثة في هذا المجال.
في هذا المقال، سنتناول بعض النقاط التي تم ذكرها في المنشور ونقدم تصحيحًا دقيقًا للمفاهيم المتعلقة بتعديل السلوك، بما يساهم في توعية المتابعين والفئات المهتمة بما هو صحيح في هذا المجال.
تصحيح ونقد المنشور المنتشر
"لا يوجد شيء اسمه جلسات تعديل سلوك للأطفال بين 3 إلى 6 سنوات"
الحقيقة: هذا الادعاء غير دقيق.
لان تعديل السلوك هو أحد فروع علم النفس السلوكي، ويعتمد على مبادئ التعلم السلوكي مثل التعزيز الإيجابي والسلبي.
فتعديل السلوك يُمكن تطبيقه في أي عمر، بما في ذلك الأطفال الصغار. في الأعمار المبكرة، تُركّز جلسات تعديل السلوك على إرشاد الأطفال وتعليمهم مهارات مثل تنظيم المشاعر، تحسين التفاعل الاجتماعي، وتطوير مهارات حل المشكلات.
الأطفال في هذا العمر يستجيبون بشكل جيد لتقنيات تعديل السلوك، خاصة عندما تُصمم بأسلوب يتناسب مع عمرهم ومستوى تطورهم.
"تعديل السلوك يتم فقط للبيئة المحيطة، وليس للأطفال أنفسهم"❌❌
الحقيقة:✔️ البيئة المحيطة تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل سلوك الطفل، ولكن تعديل السلوك لا يقتصر فقط على البيئة. يُمكن العمل مع البيئة المحيطة (مثل إرشاد الأسرة) ومع الطفل في الوقت ذاته. جلسات تعديل السلوك للأطفال تشمل تدريب الطفل على السلوكيات المناسبة، وتوفير بيئة داعمة تساعده على تحقيق التغيير.
على سبيل المثال، إذا كان الطفل يعاني من مشكلة في التعبير عن غضبه، فإن تعديل السلوك يمكن أن يشمل تدريب الطفل على تقنيات مثل التنفس العميق أو استخدام الكلمات للتعبير عن مشاعره، مع تعديل استجابات الأسرة لدعمه.
"السلوك مكتسب بالكامل من المحيط"❌❌
الحقيقة:✔️ السلوك بالفعل يتأثر بالمحيط، ولكن ليس بالكامل.
العوامل الوراثية والنفسية تلعب دورًا أيضًا في تشكيل السلوك. على سبيل المثال، بعض الأطفال قد يكون لديهم استعداد بيولوجي للاندفاع أو العصبية، مما يجعلهم أكثر عرضة لسلوكيات معينة.
دور تعديل السلوك هنا هو مساعدة الطفل على إدارة تلك الميول الطبيعية بطريقة صحية، بجانب العمل مع الأسرة على البيئة المحيطة.
"تعديل السلوك هو أن أجلس الطفل أمامي وأقول له (عيب يا حبيبي)" ❌❌
الحقيقة: ✔️ هذا تصور مبسط للغاية وغير صحيح.
جلسات تعديل السلوك ليست مجرد محاضرات للطفل؛ بل هي عملية منظمة تعتمد على وضع أهداف سلوكية واضحة، واستخدام استراتيجيات فعالة
مثل:
تعزيز السلوك الإيجابي (مثلاً: تقديم مكافأة عند التصرف بشكل جيد).
تقليل التعزيز للسلوك السلبي (مثل تجاهل نوبات الغضب بدلًا من تقديم انتباه زائد لها).
تدريب الطفل على مهارات معينة مثل حل المشكلات أو التعبير عن مشاعره.
"الطفل يصور كل شيء من المحيط ويطبقه تمامًا"❌❌
الحقيقة: ✔️ الأطفال بالفعل يتعلمون من خلال التقليد، ولكن ليس كل السلوكيات مكتسبة من المحيط فقط. الأطفال يطورون شخصياتهم وسلوكياتهم بناءً على مزيج من التجارب المحيطة، والاحتياجات العاطفية، والمميزات الفطرية. البيئة ليست العامل الوحيد المؤثر.
👌👇
دور الجلسات هو الموازنة بين تعديل السلوك المكتسب وتعليم الطفل مهارات جديدة تساعده في مواقف مختلفة.
"الحل الوحيد هو البحث وراء أسباب السلوك فقط"❌❌
الحقيقة: ✔️ البحث عن الأسباب مهم جدًا، لكنه ليس كافيًا. تعديل السلوك يتضمن معالجة الأسباب وتقديم حلول مباشرة للسلوكيات غير المرغوب فيها.
مثال: إذا كان الطفل يعبر عن غضبه بالصراخ، فإن البحث عن السبب (مثل شعوره بالإهمال) خطوة مهمة، ولكن لا بد من تقديم تدريب له على طرق أخرى للتعبير عن الغضب، بجانب معالجة الإهمال.
تصحيح شامل لما تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي
- تعديل السلوك للأطفال بين 3-6 سنوات ممكن ومفيد، لكنه يتطلب استراتيجيات مناسبة لعمر الطفل.
- البيئة المحيطة عامل مؤثر، ولكنها ليست العامل الوحيد.
- جلسات تعديل السلوك ليست محاضرات نظرية، بل عملية تفاعلية تشمل تدريب الطفل والعمل مع الأسرة.
- البحث عن أسباب السلوك ضروري ولكنه خطوة واحدة في إطار خطة شاملة تشمل تدريب الطفل والأسرة.
نصائح لمن يقوم بتداول معلومات بدون التأكد من صحتها
لكى تكون اخصائى متميز قبل نشر اى معلومه افعل ما يلى
- تأكد أن المعلومات التي تنشرها صادرة عن مصدر موثوق، مثل جهات أكاديمية، أو خبراء متخصصين في المجال.
- إذا كانت المعلومات من وسائل التواصل الاجتماعي، تحقق من مصداقية الشخص أو الصفحة التي نشرت المنشور.
- خصص وقتًا للبحث عن الموضوع من خلال مصادر موثوقة مثل المقالات العلمية، المواقع الحكومية، أو الجهات المتخصصة.
- راجع أكثر من مصدر لتجنب الوقوع في فخ المعلومات المغلوطة.
- قبل أن تنشر أي معلومة، اسأل نفسك: كيف يمكن أن تؤثر هذه المعلومات على الآخرين؟ هل قد تتسبب في ضرر، تضليل، أو إثارة قلق غير مبرر؟
- إذا كنت غير متأكد من صحة المعلومات، حاول استشارة متخصص في المجال الذي تتعلق به المعلومة.
- لا تستخدام الحلف أو العبارات الجازمة قد يجعل المعلومات تبدو حقيقية، ولكنه قد يؤدي إلى تضليل الآخرين إذا كانت المعلومات خاطئة.
- إذا تبين لاحقًا أن ما نشرته كان غير صحيح، كن شجاعًا واعتذر. قم بحذف المنشور وأوضح أن المعلومات كانت غير دقيقة.
- كن قدوة للآخرين من خلال نشر ثقافة التحقق والتأكد قبل مشاركة أي محتوى. شجع متابعيك على التحقق من المعلومات قبل تداولها.
- استفد من المواقع أو الأدوات التي تساعد في كشف المعلومات المغلوطة أو التأكد من صحة الأخبار.
- تجنب تداول منشورات مثيرة للجدل دون التأكد من أنها تستند إلى أدلة قوية وعلمية.
- عندما تتحقق دائمًا من صحة ما تنشره، تبني لنفسك سمعة جيدة كمصدر موثوق، مما يجعل جمهورك يثق بك أكثر.
اعلم أن تداول المعلومات الصحيحة يقلل من انتشار الشائعات والمعلومات الخاطئة.