نظم وادار المدرب احمد عبد الحميد محاضرة قيمة واستضاف بها كلا من الدكتور اندي بوندي ودكتوره لوري فروست
وهى تعتبر أحدث محاضرة قُدمت في عام 2025، تناول فيها كل من الدكتور آندي بوندي والدكتورة لوري فروست - مطورو برنامج بيكس - آخر التحديثات المتعلقة بهذا النظام الرائد الذي ساعد آلاف الأطفال حول العالم على تحسين قدراتهم على التواصل.
برنامج بيكس، الذي ظهر لأول مرة في عام 1985، لم يكن مجرد برنامج تقليدي، بل أصبح حجر الزاوية في مساعدة الأطفال ذوي التوحد واضطرابات التواصل على بناء جسور للتواصل مع الآخرين.
في هذه المقالة، سنستعرض أبرز التحديثات في البرنامج، وكيفية تطبيقه، والنتائج المذهلة التي حققها عبر العقود. سنغوص في مراحل البرنامج، ابتكاراته الجديدة، وردود الفعل التي واجهها، لنجيب على سؤال مهم: هل يمكن لبيكس أن يظل الحل الأمثل للأطفال ذوي التوحد واضطرابات التواصل في المستقبل
نبذة مختصرة عن برنامج بيكس
برنامج بيكس (PECS) هو اختصار لـ "نظام تبادل الصور للتواصل". تم تطويره لأول مرة في عام 1985 بواسطة الدكتور آندي بوندي، اختصاصي تحليل السلوك، والدكتورة لوري فروست، اختصاصية علاج النطق واللغة. صُمم البرنامج خصيصًا لتلبية احتياجات الأطفال ذوي التوحد واضطرابات التواصل، بهدف تحسين قدرتهم على التعبير عن رغباتهم واحتياجاتهم بطريقة بصرية سهلة ومباشرة.
دور البرنامج في مساعدة الأطفال
بيكس ليس مجرد نظام للتواصل، بل يُعتبر وسيلة شاملة لتحسين حياة الأطفال ذوي التوحد واضطرابات التواصل. يعمل البرنامج على بناء أساس قوي للتواصل من خلال الصور، حيث يتم تدريب الأطفال على اختيار الصور التي تمثل احتياجاتهم أو رغباتهم وتقديمها للشخص الآخر للحصول على الاستجابة المناسبة.
على سبيل المثال، إذا كان الطفل يريد لعبة سيارة، يمكنه استخدام صورة سيارة ويعطيها للمختص فيفهم ما يريده
هذه الطريقة تجعل الطفل قادرًا على التعبير عن احتياجاته بوضوح، مما يقلل من الإحباط والسلوكيات غير المناسبة الناتجة عن عدم القدرة على التواصل.
كيف يساعد بيكس الأطفال؟
- تعليم مهارات التواصل الأساسية: يبدأ الأطفال باستخدام صور بسيطة لطلب أشياء يرغبون فيها، مثل الألعاب أو الطعام. على سبيل المثال، الطفل يُظهر صورة لسيارة لعبة ليعبر عن رغبته في اللعب بها.
- تطوير مهارات التواصل المعقدة: مع تقدم المراحل، يتعلم الأطفال كيفية تكوين جمل باستخدام صور متعددة، مثل "أنا أريد تفاحة" أو "أنا أريد اللعب بالكرة".
- التعامل مع اضطرابات السلوك: يعمل بيكس على تقليل السلوكيات غير المرغوب فيها، مثل الصراخ أو العدوانية، عن طريق توفير وسيلة بديلة للتعبير عن الاحتياجات.
- تعزيز الاستقلالية: يمكن للأطفال استخدام البرنامج بشكل مستقل للتواصل مع أسرهم ومعلميهم وأقرانهم، مما يزيد من شعورهم بالثقة والاعتماد على الذات.
أمثلة على استخدام بيكس:
طلب الطعام: استخدام صورة لقطعة خبز أو تفاحة.
التعبير عن الأنشطة: تقديم صورة لملعب للتعبير عن الرغبة في اللعب.
التواصل في المدرسة: استخدام صور للأدوات المدرسية، مثل الكتاب أو القلم، لطلب استخدامها.
نتائج تطبيق البرنامج:
وفقًا للدراسات، مثل التجربة في مدرسة "آن سوليفان" في بيرو، ساعد بيكس الأطفال على تحسين مهاراتهم الاجتماعية وتقليل التحديات التي يواجهونها في التعبير عن احتياجاتهم.
تجربة أخرى في الهند أظهرت أن الأطفال الذين استخدموا البرنامج أصبحوا أكثر قدرة على التفاعل مع أسرهم، وقللت من السلوكيات السلبية لديهم.
مراحل برنامج بيكس وكيفية تطبيقه
برنامج "بيكس" يتكون من ست مراحل مصممة بعناية لتطوير مهارات التواصل تدريجيًا، بدءًا من المبادئ الأساسية حتى المهارات المتقدمة. يهدف هذا النظام إلى تمكين الأطفال من استخدام الصور كوسيلة فعالة للتواصل مع العالم من حولهم.
المرحلة الأولى: كيف أطلب؟
الهدف: تعليم الأطفال كيفية التواصل لأول مرة باستخدام الصور.
الخطوات:
تقديم صورة لعنصر مفضل (مثل لعبة أو طعام).
توجيه الطفل لتقديم الصورة إلى شريك التواصل للحصول على العنصر.
أحدهما يُشجع الطفل على تقديم الصورة والآخر يساعد في استلامها.
المرحلة الثانية: التواصل عبر المسافات
الهدف: تعليم الطفل كيفية التواصل في سياقات مختلفة ومن مسافات بعيدة.
الخطوات:
توجيه الطفل للبحث عن شريك التواصل وحمل الصور أو الكتاب.
تعليم الطفل أن الصور يمكن استخدامها في أماكن مختلفة، مثل المنزل أو المدرسة.
مع زيادة المسافة تدريجيًا بين الطفل وشريك التواصل.
لتعزيز قدرة الطفل على حمل كتاب الصور والتنقل به.
المرحلة الثالثة: التمييز بين الصور
الهدف: مساعدة الطفل على التمييز بين الصور المختلفة.
الخطوات:
تقديم صورة للعنصر المفضل وصورة لعنصر غير مرغوب فيه.
توجيه الطفل لاختيار الصورة الصحيحة للحصول على ما يريد.
أمثلة:
صورة لقطعة شوكولاتة وصورة لفاكهة.
المرحلة الرابعة: بناء الجمل
الهدف: تعليم الطفل كيفية تكوين جمل بسيطة باستخدام الصور.
الخطوات:
استخدام شريط الجمل (Sentence Strip) مع صور متعددة.
الطفل يكوّن جملة مثل: "أنا أريد تفاحة".
نتائج:
تعزيز المهارات اللغوية والتواصلية.
المرحلة الخامسة: الإجابة عن الأسئلة
الهدف: تعليم الطفل الرد على أسئلة مثل: "ماذا تريد؟".
الخطوات:
دمج السؤال مع الجمل والصور.
التأكد من أن الطفل يرد بشكل صحيح باستخدام الصور.
المرحلة السادسة: التعليق والتفاعل الاجتماعي
الهدف: تعليم الطفل كيفية استخدام الصور للتعليق على ما يراه أو يسمعه.
الخطوات:
تقديم صور مثل: "أنا أرى"، "أنا أشم"، "أنا أسمع".
مساعدة الطفل على التفاعل مع الآخرين اجتماعيًا باستخدام الصور.
التقنيات المبتكرة في المراحل:
تقديم محفزات متنوعة مثل الألوان والأحجام لجذب انتباه الطفل.
استخدام سيناريوهات تعليمية متنوعة مثل المنزل، المدرسة، أو حتى الأماكن العامة.
نتائج تطبيق المراحل:
تُمكن هذه المراحل الأطفال من بناء مهارات التواصل بشكل تدريجي وفعال.
تُعزز استقلالية الطفل وتساعده على التفاعل مع محيطه بشكل إيجابي
اليك جدول توضيحى
| المرحلة | الهدف | الخطوات |
|---|---|---|
| المرحلة الأولى | تعليم الطفل كيفية التواصل لأول مرة باستخدام الصور | تقديم صورة للعنصر المفضل وتوجيه الطفل لتقديمها لشريك التواصل |
| المرحلة الثانية | توسيع التواصل ليشمل مسافات وسياقات مختلفة | زيادة المسافة بين الطفل وشريك التواصل وتعليم الطفل حمل كتاب الصور |
| المرحلة الثالثة | مساعدة الطفل على التمييز بين الصور المختلفة | عرض صور لعناصر مفضلة وغير مفضلة وتدريب الطفل على اختيار الصورة الصحيحة |
| المرحلة الرابعة | تعليم الطفل كيفية تكوين جمل بسيطة باستخدام الصور | استخدام شريط الجمل لتكوين جمل بسيطة مثل 'أنا أريد تفاحة' |
| المرحلة الخامسة | تعليم الطفل الرد على أسئلة مثل: 'ماذا تريد؟' | دمج الصور مع الأسئلة لتدريب الطفل على الإجابة بشكل صحيح |
| المرحلة السادسة | تعليم الطفل كيفية استخدام الصور للتعليق والتفاعل الاجتماعي | تقديم صور مثل 'أنا أرى' أو 'أنا أسمع' لتعزيز التفاعل الاجتماعي |
تحديثات بيكس وتأثيرها على تحسين التفاعل الاجتماعي
برنامج بيكس لم يتوقف عند توفير وسيلة تواصل بسيطة للأطفال ذوي التوحد واضطرابات التواصل، بل تطور ليشمل ابتكارات حديثة تركز على تعزيز التفاعل الاجتماعي
استخدام اللغة العامية:
ساعد البرنامج الأطفال على الابتكار في الطلبات، مثل دمج الصور لوصف العناصر (مثل "عاوز" + "أكل" + "مربع بني" للإشارة إلى قطعة شوكولاتة).
زادت الابتكارات اللغوية مع التعميم في بيئات متعددة.
التفاعل الاجتماعي:
المرحلة السادسة قدمت دعمًا خاصًا للتفاعل الاجتماعي، حيث يتعلم الأطفال التعليق على ما يرونه أو يسمعونه باستخدام صور مثل "أنا أرى" أو "أنا أسمع".
توسيع المفردات:
شملت التحديثات إدخال سمات جديدة مثل الألوان والأحجام، مما يعزز قدرة الطفل على التعبير بشكل أكثر تفصيلًا.
تعزيز التفاعل الأسري:
الابتكارات في البرنامج سهّلت دمج الأهل في التدريب، مما ساعد على بناء تواصل أكثر فاعلية بين الطفل وعائلته.
دمج التكنولوجيا:
البرامج والتطبيقات الرقمية التي تدعم بيكس، مثل استخدام الأجهزة اللوحية في تدريب الأطفال.
تحديثات جديده اخرى
- إدخال مراحل جديدة تركز على تطوير المهارات الاجتماعية المعقدة، مثل التعبير عن المشاعر بشكل أفضل.
- تعزيز التفاعل في البيئات التعليمية والاجتماعية.
- تكييف البرنامج مع الثقافات المختلفة
- تحسين تصميم الصور لتلائم ثقافات وبيئات متنوعة حول العالم.
- زيادة البرامج التدريبية للمعلمين وأولياء الأمور في دول نامية.
- التركيز على أبحاث تدعم فاعلية البرنامج في تحسين جودة حياة الأطفال على المدى الطويل.
- دراسة تأثير البرنامج على مراحل انتقالية مختلفة، مثل التحول إلى الكلام أو استخدام أجهزة إنتاج الصوت.
أثر بيكس على الأطفال وأسرهم
- تعزيز قدرتهم على التعبير عن احتياجاتهم ورغباتهم.
- تقليل السلوكيات السلبية مثل الصراخ أو العدوانية.
- برنامج بيكس يشجع الآباء على المشاركة الفعالة في التدريب.
- النتائج تظهر أن الأطفال يحققون تقدمًا أكبر عندما يكون الأهل جزءًا من العملية.
- برنامج بيكس ليس مجرد أداة للتواصل، بل هو نظام مستدام يتطور باستمرار ليواكب التغيرات التكنولوجية والاحتياجات المتزايدة للأطفال ذوي التوحد واضطرابات التواصل. مع مرور أكثر من 40 عامًا على ظهوره، يبقى بيكس أحد الأدوات الرائدة في هذا المجال.
- بيكس سيظل أحد الخيارات الأولى للتواصل لذوي اضطرابات التوحد.
توجهات مستقبلية لبرنامج بيكس:
تطوير أدوات رقمية تدعم استخدام الصور في بيئات رقمية مثل الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية.
تطبيقات مخصصة تعزز من كفاءة البرنامج وتوفر خيارات أوسع للأطفال.
الرؤية المستقبلية لبرنامج بيكس
- دعم أكبر للأطفال وأسرهم: من خلال تحسين التجربة التعليمية وتوفير أدوات أكثر شمولية.
- زيادة القبول والتبني: مع نتائج مثبتة عالميًا، سيستمر بيكس في الانتشار كأداة تعليمية رائدة.